العلامة الوسطى التي تقع بين علامات الساعة الصغرى وعلامات الساعة الكبرى هي: ظهور المهدي عليه السلام،
الذي جاء في الأحاديث الصحاح ذكره ووصفه وصفاً دقيقاً، وجاء فيها ما يحصل في الأرض -في زمنه- من تغير وتحول. بل جاء فيها ملاحمه التي سيخوضها مع المسلمين الموحدين ضد أعداء الدين، حتى يعم هذا الدين أرجاء الأرض. فيجب الإيمان بهذه العلامة، وعدم تحكيم العقل في ذلك.
|
|
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعنا مع حضراتكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. أحبتي في الله! حديثنا -بإذن الله تعالى ومدده وتوفيقه- عن العلامة الوسطى، أو عن حلقة الوصل -إن صح التعبير- بين العلامات الصغرى والعلامات الكبرى للساعة، هذه العلامة الوسطى هي: ظهور المهدي عليه السلام، وهذا درس من أهم الدروس التي تملأ قلوب المستضعفين من المسلمين الآن بالأمل في أن الإسلام -بموعود الله وبموعود الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم- سيظهره الله على الدين كله، فتدبروا معي هذه المحاضرة، فإنها من الأهمية بمكان، والله أسأل أن يقر أعيننا وإياكم بنصرة المسلمين وعز الإسلام.
|
|
كثير من المسلمين لا يعرفون شيئاً عن المهدي، فمن هو المهدي؟ وما هي صفته؟ وما هي العلامة المؤكدة والمميزة لظهوره، لا سيما وقد رأينا كثيراً من الكذابين قد ادعى أنه المهدي؟ فهل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم علامة مميزة مؤكدة للمهدي الذي سيخرج في آخر الزمان، والذي سيكون بين يدي العلامات الكبرى؟ ثم ما هي الحروب والملاحم والفتن التي سيقود فيها المهدي جيوش المسلمين في الأيام الأخيرة بين يدي الساعة؟ كل هذه الأسئلة سنجيب عنها الليلة بحول الله عز وجل وطوله ومدده. أيها الأحبة الكرام! رجل من المسلمين من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، من ولد الحسن بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واسم المهدي كاسم النبي، واسم أبيه كاسم أبي النبي، فهو محمد أو أحمد بن عبد الله الحسني العلوي الفاطمي رضوان الله عليه.
|
|
|
والأرض تنتظر المهدي في وقت سيقدره الله الرب العلي، إذ لا يعلم وقت ظهور المهدي ملك مقرب ولا نبي مرسل، فهو من الأمور الغيبية التي اختص الله عز وجل بعلمها. يخرج المهدي في آخر الزمان يؤيد الله به الدين، ويملك سبع سنين، فيملأ الأرض عدلاً كما ملأت الأرض جوراً وظلماً، وتنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعم بها قط، وتخرج الأرض في عهده نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويكون المال بغير عدد، نسأل الله أن يعجل بخلافته. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: في زمان المهدي تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، والسلطان قاهر، والدين قائم، والعدو راغم، والخير في أيامه دائم.
|
|
|
وصف النبي صلى الله عليه وسلم المهدي وصفاً دقيقاً كما وصف عيسى ابن مريم عليه السلام، وكما وصف الدجال عليه لعنات الله المتتالية. وصف النبي المهدي بأنه أجلى الجبهة، أي: واسع الجبهة، يقل الشعر عند جانبي الجبهة. وأخبر عليه الصلاة والسلام بأنه أقنى الأنف، والأقنى: هو الأنف الذي له أرنبة دقيقة، وله حدة أو دقة في الوسط، وهذا وصف يبين جمال الخلقة وحسن الصورة والمنظر. يصلحه الله في ليلة واحدة، وقد وقف أهل العلم عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يصلحه الله)، فقالوا: يصلحه الله في ليلة واحدة أي: يطهره الله عز وجل من كل ذنب وخبث، وهناك قول ثانٍ وهو: إن المعنى: يهيئه الله عز وجل ويعده للخلافة في أيام الفتن والملاحم الأخيرة التي ستكون بين يدي الساعة. ويؤيده الله عز وجل بنصره وعونه؛ إذ إن ظهور المهدي عليه السلام ليس أمر كسبياً منه، يعني: لا ينبغي لأحد أن يقول: بأني سأجتهد بالطاعة والعبادة لأكون المهدي، لا؛ لأن ظهور المهدي ليس أمراً كسبياً، كما أن النبوة ليست أمراً كسبياً؛ وإنما ظهور المهدي أمر قدري في الوقت الذي يشاءه وفي الشخص الذي يريده الرب العلي.
|
|
|
|
|
|
مما مضى من الأحاديث -أيها الإخوة- يتبين لنا أن الأحاديث الثابتة في شأن المهدي قد تواترت تواتراً معنوياً كما ذكرتُ، والسؤال المهم: كيف نعلم ظهور المهدي؟ فإنه قد خرج أناس كثيرون يدعي كل واحد منهم أنه المهدي، فكيف نعلم أن هذا الرجل الذي ادعى لنفسه المهدية، أنه هو المهدي الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم؟ والجواب: أن هذا السؤال مهم جداً، والنبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر لنا علامة أكيدة مميزة للمهدي عليه السلام دون غيره من الأدعياء الكذابين، فتدبر كلام الصادق الأمين! ففي الحديث الذي رواهالبخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم عبث في منامه، أي: تحرك جسمه الشريف وتحركت أطرافه، وفعل شيئاً لم يكن يفعله في نومه، فقلنا: يا رسول الله! صنعت شيئاً في منامك لم تكن تفعله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (العجب أن ناساً من أمتي يؤمون البيت -أي: البيت الحرام- لرجل من قريش قد لجأ في البيت، حتى إذا كانوا في البيداء -أي: في الصحراء- خسف بهم، فقلنا: يا رسول الله! إن الطريق قد يجمع الناس، قال: نعم، فيهم المستبصر والمجئور -ابن السبيل- يهلكون مهلكاً واحداً، ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نيتهم) ومن العلماء المعاصرين من قارن وصف السفياني في أحاديث كتاب (الفتن) لـنعيم بن حماد وطابقها على صدام حسين ، وليس لدينا دليل على ذلك، إنما هو ضرب من المجازفة، وهذا مذكور في كثير من الكتب التي وقفت عليها، ويبدوا أن هذا السفياني شر في حياته وفي آخر حياته، وهو الذي سيخرج بجيشه لقتال المهدي. يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (يخرج رجل يقال له:السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب -قبيلة معروف تسمى قبيلة كلب- ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرم -الذي هو المهدي عليه السلام- فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم)، وفي رواية: (إلا الشريد) يبقي الله عز وجل رجلاً ليخبر عن خسف الله عز وجل للجيش؛ ليشتهر وينتشر خبره وأمره، ولاحظ أن هذه هي العلامة الأكيدة المميزة للمهدي عليه السلام، فإذا ظهر رجل هنالك في مكة، وأعلن عنه أنه المهدي، وخرج جيش لقتاله، فخسف الله بهذا الجيش الأرض علمنا أن ذلك الرجل هو المهدي. فإذا خسف الله عز وجل بالجيش الذي سيخرج لقتال المهدي الأرض، فمعنى ذلك: أن كل المسلمين على وجه الأرض في هذه اللحظة سيعلمون أن الرجل الذي ظهر بمكة هو المهدي، وحينئذ يرحل إلى المهدي -إلى مكة- كل مسلم على وجه الأرض ليبايعه، ثم يتقدم المهدي هذه الجحافل المؤمنة الطائعة، ليقود بهم الملاحم الأخيرة.
|
|
|
|
|
|
المعركة الأولى أو الملحمة الأولى هي: فتح بلاد العرب، وأول جيش سيخرج لقتال المهدي من بلاد العرب، وثبت في بعض الروايات أن الذي سيقود هذا الجيش هو السفياني ، يخرج إليه فينصر الله عز وجل المهدي بمدد غيبي من عنده سبحانه وتعالى، يعني: بأمر قدري بحت لا دخل فيه لبشر، ولا دخل فيه لجيش، فيؤيد الله المهدي في هذه المعركة الأولى والتي ستبين للمسلمين في الأرض أن هذا الرجل هو المهدي حقاً، فيخسف الله عز وجل الأرض بهذا الجيش الذي خرج لملاقاته، وبعد هذه المعركة يخرج المهدي عليه السلام، ويبسط سلطانه على كل جزيرة العرب، التي ستفتح أبوابها بعد هذا النصر الغيبي للمهدي عليه السلام، ويتحقق فوراً بعد هذه الخسف قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عز وجل). إذاً: الذي يفتح للمهدي جزيرة العرب هو الله تبارك وتعالى، دون قتال أو دون نزال بين جيش المهدي وبين هذا الجيش العربي الذي سيخرج لملاقاة المهدي بقيادة السفياني.
|
|
|
المعركة الثانية: (ثم تغزون فارس فيفتحها الله)، وبعد سيطرة المهدي وكتائب التوحيد معه على أرض الجزيرة كلها ستخرج بلاد فارس بحدها وحديدها - من الشيعة الذين لا يرقبون في مؤمن من أهل السنة إلاً ولا ذمة- يخرجون لقتال المهدي عليه السلام، فيهزمهم المهدي شر هزيمة،ويتحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثم تغزون فارس فيفتحها الله)، فيمتد سلطان المهدي من جزيرة العرب ويتجه إلى ناحية الشرق، إلى ناحية بلاد فارس، فيسيطر عليها سيطرة كاملة بموعود الحق تبارك وتعالى، وبموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم.
|
|
|
|
|
والذي أود أن أقف عنده الآن أننا ذكرنا كلمات صادقة من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، أخبر فيها أن كتائب التوحيد ستعلق سيوفها بشجر الزيتون، وأخبر فيها أن عيسى عليه السلام سيُري المسلمين دم المسيح الدجال على رأس حربته، وذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعرف أسماء الفوارس وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، وأنا أعلم أن من المسلمين من لا يصدق هذا الكلام ولو كان من عند المصطفى الصادق صلى الله عليه وسلم، وهم من الذين يعبدون العقل من دون الله عز وجل، ويقدمون العقل على النقل وإن صح. وأنا لا أريد أن أقلل من شأن العقل، وإنما أقول: إن نور العقل لا يصطدم أبداً مع نور الوحي، بل إن شئت فقل -والكلام لـابن تيمية طيب الله ثراه-: إن نور الوحي لا يطمس نور العقل أبداً، بل يباركه ويزكيه ويقويه. لكن لا ينبغي على الإطلاق أن يقدم العقل على صحيح النقل، فإذا صح النقل عن الله وعن رسوله فينبغي أن تسلم له، وأن تعلم يقيناً بأن الله سيهيئ الكون في لحظة يريدها؛ ليقع ما أخبر به نبيه الصادق الذي لا ينطق عن الهوى. وأما كيفية ذلك فليس لمخلوق على وجه الأرض أن يقف على كيفية ذلك، وخذوا كلام أهل الغرب الذين يقولون كلاماً عجيباً في هذا الذي أذكره الآن، فإن من المسلمين -وسامحوني- من يصدق تماماً كلام الغربيين، ووالله! لست مبالغاً إن قلت: إن منهم من يصدق الغرب أكثر من تصديقه لكلام سيد المرسلين، فإذا جاء الكلام من الغرب مدعماً بكلام العلماء وأهل العلم تراه يقول: هذا هو الكلام العلمي الذي يقبله العقل، ومن هؤلاء من كانوا ينكرون حديث الذبابة مع أنه حديث صحيح، ويقولون: كيف تحمل الذبابة الداء في جناح وتحمل الدواء في جناح آخر، كيف ذلك؟! هذا كلام لا يصدقه العقل! بل ومنهم من قال كلاماً شديداً لاذعاً وهو من أهل العلم ممن يشار إليهم بالبنان! فلما صدر هذا البحث العلمي من أكثر من جامعة غربية أوروبية وألمانية وأمريكية وبريطانية، وتبين للعلماء في أواخر القرن العشرين أن الذبابة بالفعل تحمل فيروساً معيناً في أحد جناحيها وفي الجناح الآخر الدواء، الذي يفسد الفيروس في الجناح الأول، فلما أثبت العلم ذلك أذعن الجميع بعد ذلك لقول الصادق الذي لا ينطق عن الهوى. أقول: وعلماء الغرب يتكلمون عن أحداث هائلة قد تفنى فيها الأسلحة الحديثة، وقد ذكرت أن هذه الأسلحة البيولوجية والنووية والصواريخ والطائرات والدبابات.. إلخ قد تبقى في مكانها كما هي، وبجندي من الجنود التي قال ربنا في حقها: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ [المدثر:31] تسلب هذه الأسلحة من خصائصها ومن أعمالها. خرجت أنا وأحد الإخوة في أمريكا لصلاة الفجر، وهو يركب سيارة مرسيدس من أحدث موديل، ولما ركبت إلى جواره، ونزل الضباب الكثيف الذي -والله!- حجب الرؤية داخل السيارة، ولا أقول: خارجها، فعجز الأخ الذي بجواري، وعجزت أنا معه أن نرى شبراً واحداً حتى إلى زجاج السيارة الأمامي، فتوقفت السيارة وتوقفت جميع السيارات، وحينئذٍ قلت للأخ الكريم: سبحان الله! هذا جواب سؤال كنت أبحث عنه، هذه السيارة أحدث موديل، فيها البترول، ويجلس على كرسي القيادة القائد، يجيد القيادة، لا يوجد أي سبب من الأسباب التي تتوقف وتتعطل بها السيارة، ولكن الله أرسل جندياً من جنوده فتعطلت الآلة في مكانها، وهذه أمور عجيبة جداً! أشهد أن الذي علم نبينا هو الله عز وجل. وهذا بحث علمي -خذوا هذا الخبر أيضاً فهو مفيد؛ لأجل أن تعلموا أن لله جنداً لا يعلمها إلا هو -يقول الخبر: في الوقت الذي نجت فيه مئات الأقمار الصناعية من شهب تسمى بشهب الأسد التي احترقت في الغلاف الجوي للكرة الأرضية، قضى عشرات الآلاف ليلة أمس الأول في العراء، في درجة حرارة تصل إلى عشرين درجة تحت الصفر؛ انتظاراً لرؤية هذا العرض الكوني الفريد للألعاب النارية، في ظاهرة فلكية نادرة، ظهرت أكثر وضوحاً في قارة آسيا، وذكرت وكالات الأنباء أن الظاهرة التي تتكرر كل نحو ثلاثة وثلاثين عاماً شهدها بعض المحظوظين، بينما حالت السحب الكثيفة دون مشاهدة البعض الآخر لها، ولم يزد حجم معظم الشهب والنيازك الصغيرة التي تساقطت على الأرض على حجم حبات الرمل، وبلغت سرعتها مائتين وخمسين ألف كيلو في الساعة، مما أكسبها قوة تدمير هائلة، أثارت مخاوف العلماء من احتمال تعرض الأقمار الصناعية لأضرار جسيمة، غير أن الظاهرة مرت بسلام في النهاية! قال ربنا عز وجل: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ [المدثر:31] فهل ازددتم -أيها الإخوة- حباً لله؟! وهل ازددتم حباً للصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه بعض الأبحاث العلمية التي تؤكد أن الأمر خطير، وليس بالأمر اليسير. وأنا أقول: أنا على يقين جازم بأن الله تبارك وتعالى سيهيئ الكون في الوقت الذي يشاؤه، بالكيفية التي يريدها؛ ليحدث في الأرض ما أخبر به نبيه الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، ومتى ذلك؟ وكيف ذلك؟ كل هذا لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل، إنما هو في علم الرب العلي وحده تبارك وتعالى؛ لنعلم يقيناً أن الكون كله بيد الله، كما قال عز وجل: قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:26].
|
|
|
|
|
|
|
فيخوض المهدي حرباً أخرى ألا وهي حرب خوز وكرمان، فيفتح خوزاً وكرمان، ألا وهي بلاد الصين وروسيا واليابان، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، وقد وصفهم النبي وصفاً دقيقاً كما ذكرت، وبذلك يخوض المهدي كل هذه الملاحم والمعارك التي سينصره الله عز وجل فيها كلها؛ ليتحقق وعد الله، وليتحقق وعد رسول الله، بأن الإسلام سيعم أرجاء الأرض. والله العظيم لقد أخبرني أحد الإخوة يوم الجمعة قبل الماضية، فقال لي: والله! يا شيخمحمد ! لقد رأينا في الكعبة عجباً عجاباً، فقلت له: ماذا؟ قال: نحن في يوم أحد عشر من شهر أيلول نطوف حول الكعبة، وإذ برجل كبير السن ذي لحية بيضاء، متعلق بأستار الكعبة ويبكي، وارتفع صوته فجأة وكأنما يتحدث بمكبر الصوت، قائلاً: إله الحق أرنا في أمريكا آية، دعوة عجيبة! والله العظيم! الواحد منا لا زال جسمه يرتعش منها إلى الآن، وظل يرددها ويبكي ويصرخ، يقول من حدثني: فكل الناس الذين في صحن الطواف سمعوا الدعوة، والكل بكى وصرخ، وبعد تقريباً ثلاث ساعات تذيع أخبار العالم ما وقع في أمريكا! أنتم تستهينون -يا إخواننا- بدعوة الضعيف الصادق؟! هذا سهم -والله- لا يرد، أنا أعتقد أن ما وقع إنما هو استجابة من الله عز وجل لدعوة المظلومين المقهورين الصادقين ممن تحترق قلوبهم، ولا يملكون أن يقدموا شيئاً. وفي هذا بيان منالله أنه ليس هناك قوة على وجه الأرض ستقدر أن تهدم الإسلام؛ لأن الإسلام باقٍ وسيبقى، وسيهلك الله كل من يحارب الإسلام، وسيبقي الله الإسلام شامخاً؛ لأن الذي وعد بإبقائه هو الله الحي الباقي الذي لا يموت سبحانه وتعالى. وأختم بالكلمة الجميلة هذه، وبهذا الخبر الذي نشرته مجلة (التايم) الأمريكية، تقول: وستشرق شمس الإسلام من جديد، ولكنها في هذه المرة تعكس كل حقائق الجغرافيا، فهي في هذه المرة لا تشرق من الشرق، وإنما تشرق من الغرب، من قلب أوروبا، تلك القارة العجوز التي بدأت المآذن فيها تزاحم أبراج الكنائس في روما ومدريد ولندن وباريس، وصوت الأذان كل يوم خمس مرات خير شاهد على أن الإسلام يكسب كل يوم أرضاً جديدة. هذا خبر في التايم. اليوم المسلمون في قلب أوروبا أكثر من خمسة وخمسين مليون مسلم، وهذا عدد لا يستهان به على الإطلاق، وهم الآن أصبحوا مثل اللقمة التي ليسوا قادرين على أن يبلعوها ولا أن يلفظوها، فوقفت في الزور لا تبلع ولا تمضغ ولا تلفظ. اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب، اللهم اهزم أحزاب الكفر، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، اللهم شتت رميهم، اللهم شتت رميهم، اللهم شتت رميهم، اللهم اقذف الرعب في قلوبهم، اللهم اقذف الرعب في قلوبهم، اللهم احفظ إخواننا في أفغانستان، اللهم احفظ أهلنا في أفغانستان، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم احفظهم بحفظك، واكلأهم بعينك، واحرسهم برعايتك، اللهم إنهم ضعاف فقوهم، اللهم إنهم أذلاء فأعزهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إن أهل الأرض قد تجمعوا عليهم فكن لهم يا ملك! يا قدير! اللهم ارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، واغفر ذنبهم، واستر عيبهم، وفرج كربهم، اللهم اجعل الدائرة على عدوهم، اللهم اجعل الدائرة على عدوهم، اللهم اجعل الدائرة على عدوهم، اللهم اجعل تدبير الأعداء تدميرهم، اللهم اجعل تدبير الأعداء تدميرهم، اللهم اشف صدور قوم مؤمنين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
|
|
تعليقات
إرسال تعليق